وجه الاتحاد الوطني لكرة القدم الأمريكية ضربة مالية قوية لفريق نيويورك جاينتس بعد انتهاك خطير لبروتوكول الارتجاج الدماغي خلال الأسبوع السادس من الموسم الحالي، حيث بلغت الغرامة المفروضة على النادي 200 ألف دولار أمريكي.

جاءت العقوبة بعد أن أقدم المدرب الرئيسي برايان دابول على دخول الخيمة الطبية أثناء إجراء فحص الارتجاج الدماغي للاعب الوسط جاكسون دارت، وهو تصرف يعد مخالفة صريحة للبروتوكولات الصحية المعتمدة من قبل الاتحاد. ولم يسلم دابول شخصيا من العقوبة، إذ فرض عليه الاتحاد غرامة قدرها 100 ألف دولار بسبب هذا التدخل غير المصرح به.

وامتدت العقوبات لتشمل أيضا الظهير كام سكاتيبو الذي تلقى غرامة مالية بقيمة 15 ألف دولار بتهمة القيام بسلوك ضار بالدوري، مما يشير إلى أن الحادثة شملت أطرافا متعددة من الفريق.

وعلى الرغم من خطورة الانتهاك، أكد الاتحاد أن الطاقم الطبي التابع لفريق جاينتس قد التزم بشكل صحيح بجميع إجراءات التقييم المطلوبة أثناء فحص اللاعب دارت. وهذا يعني أن المشكلة لم تكن في الجانب الطبي للعملية، بل في التدخل الإداري غير المسموح به من قبل المدرب دابول.

تعكس هذه العقوبات الصارمة التزام الاتحاد الأمريكي بحماية صحة اللاعبين، خاصة فيما يتعلق بإصابات الارتجاج الدماغي التي أصبحت محور اهتمام كبير في السنوات الأخيرة. فقد وضع الاتحاد بروتوكولات صارمة لضمان إجراء فحوصات الارتجاج في بيئة خالية من أي ضغوط خارجية قد تؤثر على القرار الطبي.

ويمنع البروتوكول الحالي دخول أي شخص من خارج الطاقم الطبي المعتمد إلى خيمة الفحص أثناء تقييم اللاعب، وذلك لضمان استقلالية القرار الطبي وحماية اللاعب من أي ضغوط قد تدفعه للعودة إلى المباراة قبل الأوان.

تأتي هذه الغرامات في وقت يواصل فيه الاتحاد جهوده لتحسين معايير السلامة في اللعبة، بعد سنوات من الانتقادات المتعلقة بكيفية التعامل مع إصابات الرأس. ورغم أن الغرامة المالية كبيرة، إلا أنها تمثل رسالة واضحة بأن صحة اللاعبين تأتي في المقام الأول، وأن أي انتهاك للبروتوكولات المعتمدة لن يتم التساهل معه مهما كانت مكانة الفريق أو المدرب المخالف.