شهد عالم كرة السلة الأمريكية هزة عنيفة يوم 23 أكتوبر 2025، حين أعلنت السلطات الفيدرالية عن اعتقال نجم ميامي هيت تيري روزير ومدرب بورتلاند ترايل بليزرز الأسطورة السابقة تشونسي بيلوبس، في قضيتين منفصلتين تتعلقان بالمقامرة غير المشروعة. وقد أسفرت التحقيقات عن اعتقال أكثر من 30 شخصاً، في واحدة من أكبر الفضائح التي تهز الدوري الأمريكي للمحترفين منذ سنوات.

ووفقاً للتقارير الصادرة عن وسائل إعلام كبرى بما فيها سي إن إن وإن بي سي نيوز وسي إن بي سي وفوكس نيوز، فإن روزير متهم بتسريب معلومات داخلية حول جاهزيته للعب في المباريات لأغراض المراهنات. وتمتد الاتهامات الموجهة للاعب البالغ من العمر 31 عاماً إلى الفترة الممتدة بين ديسمبر 2022 ومارس 2024، حيث يُزعم أنه كان يزود المراهنين بمعلومات سرية عن مشاركته في المباريات قبل الإعلان الرسمي عنها.

ومن أبرز الوقائع المثيرة للجدل أن روزير غادر إحدى المباريات بعد تسع دقائق فقط من بدايتها، في حادثة تثير الآن الشكوك حول دوافعها الحقيقية. وتشير التحقيقات إلى أن هذه التحركات كانت جزءاً من مخطط منظم للتلاعب بأسواق المراهنات الرياضية.

أما تشونسي بيلوبس، بطل الدوري الأمريكي السابق وأحد أبرز نجوم اللعبة في العقد الأول من الألفية، فيواجه اتهامات أكثر خطورة. فوفقاً للادعاءات الفيدرالية، لعب بيلوبس دور الواجهة المشهورة لاستدراج الضحايا إلى ألعاب بوكر مفبركة في مدن عدة بينها ميامي ونيويورك ولاس فيغاس والهامبتونز. وتشير التحقيقات إلى تورط أعضاء مزعومين في المافيا في هذه العمليات، التي أسفرت عن سرقة أكثر من 7.15 مليون دولار من الضحايا.

وقد اتخذ الدوري الأمريكي للمحترفين إجراءات فورية وحاسمة، حيث أوقف كلاً من روزير وبيلوبس عن العمل مع فرقهما بشكل فوري. وأصدر الدوري بياناً أكد فيه أن سلامة اللعبة تمثل الأولوية القصوى، مشدداً على التزامه بالتعاون الكامل مع السلطات الفيدرالية في التحقيقات.

تمثل هذه الفضيحة ضربة قوية لسمعة الدوري الأمريكي، خاصة في وقت تتزايد فيه شعبية المراهنات الرياضية القانونية في الولايات المتحدة. وسيراقب عشاق كرة السلة عن كثب تطورات هذه القضية التي قد تترك آثاراً طويلة الأمد على اللعبة ونزاهتها.